الجمعة، أبريل 30، 2010

الرقابة على الفضاء ج 2 ميلودى دراما طهر ام عهر



الرقابة على الفضاء ج 2 ميلودى دراما طهر ام عهر
المقال الثانى لحملتى على قنوات ميلودى
PDF
طباعة
إرسال إلى صديق
حبيبة حلمي   
مع بدايه عصر الفضائيات تصور البعض أن الرقابة ستكون مسئولة، وأن الفضائيات لن تكون بمثابة نوافذ مفتوحة بلا محاذير وبلا حذف.. ومع الوقت اكتشف الجمهور الحقيقة المرة، فلكي تشاهد عملاً لم يخضع للرقابة فعليك البحث في القنوات العربية التي تجنبك البحث في قنوات أوربية لكن السؤال لا يزال قائماً: هل انتهى عصر الرقابة؟ وهل هي مطلوبة في زمن الفضائيات أم فقدت أهميتها ولم تعد لها قيمة؟.
الإباحية كان لها مفهوم واضح، ولم تكن الأُسر تخشى على أبنائها طالما في امكان الأهل التحكم بالرقابة، فالأفلام الرومانسية كانت تعرض بعد منتصف الليل مع إخضاع بعض المشاهد الفاضحة لمقص الرقيب.
التغيير في جيلنا الحالي لا يقتصر على الإنفتاح أمام مئات القنوات، ولا على إمكانية وصول الصور والأفلام الفاحشة إلى يد المراهقين عبر الإنترنت والموبايل، فالمصيبة الأكبر في رأيي هي في تغير مفهوم الإباحية نفسه، وفي عدم الاتفاق على حدود الممنوع والمسموح.
وبالرغم من كل مشاهد الرقص والقبلات وإثارة الغرائز فى الأفلام فقد كان الهدف في النهاية هو زواج بطل الفيلم من عشيقته أما اليوم فلم تعد مشكلتنا فقط هى الأفلام بل هناك جيل جديد من الاعلانات التى يغيب عنها مقص الرقيب قبل سنوات عن الكوارث الأخلاقية التي يتسبب بها بضعة رجال أعمال ومنفذين عرب ممن يستثمرون في فتح القنوات الفضائية.
السؤال هنا عن شرعية سيطرة هؤلاء على عقول البشر من خلال ما يبثونه بلا حسيب ولا رقيب خرج الإعلام عن يد الحكومة وبدأ رجال الأعمال المنفذون ينافسون الحكومة على التحكم في رأي الشعوب وثقافتهم وأذواقهم.. استنكر الناس كعادتهم في البداية، ولكن بعد مرور الوقت حدث التطبيع الذى تملك منا ولم يعد هناك من يعترض، بل هناك من يشكر القنوات على هذه الخدمة المجانية.
قبل سنوات قليلة جداً كنا نناضل لمنع الكليبات الفاضحة، وهدأت موجة النقد، فيما تضاعف عدد القنوات المتخصصة في هذا الفحش وتحولت فتيات الإثارة إلى نجمات، واعتاد الناس على تقبل وجودهن الدائم على الشاشة بل وعلى سماع آرائهن في المجتمع.. لم يعد الفحش مقبولاً فقط بل أصبح شرطاً للنجاح.
إلى متى يستمر هذا الخنوع والضعف والاكتفاء بالمقالات؟، لا بد من غضب شعبي يجبر صناع القرار على التحرك.. مئة دعوى قضائية فقط كانت كافية لتغيير اتجاه الكثير من الأمور عندما ظهر "المجاهر بالمعصية" عبر القناه الفضائية اللبنانية إل بي سي ليتحدث عن فواحشه في جدة.
فلماذا لا يتكرر الأمر في حق البقية؟ ولماذا لا يكون هناك تنظيم وتحرك مدروس لإنقاذ هذا الجيل والأجيال القادمة؟ ولماذا لا نتحرك الآن قبل أن يصبح التغيير مستحيلا.
هل الأمر لا يستحق أن نعطيه الاهتمام الكافي والصوت المسموع.. لاشك أن الأمر خطير وأن الرفض والإنكار يجب أن يكون عالياً.. أين دور العقلاء فى تبديل هذا الاعلام المفسد وكيف ننتقد اباحية الغرب ونحن نسابقهم فى المنافسة ونظهر كل يوم بوجه جديد؟.

ليست هناك تعليقات: