الجمعة، أكتوبر 08، 2010

الصديق الذي لم يعد صديق


by Habibaa Helmy on Friday, 08 October 2010 at 22:20


تراودني الفكرة منذ فترة للكتابة عنها ولكنى أتجاهلها
فكلاً منا يبحث عن صديق ليس لكي يحتويه ولا ليشكوا إليه إنما ليشعر بالأمان
و أن هناك إنسان أخر يستوعب انك معه كما أنت
ليس كما تريد أن تكون أمامه فقلما تجد فيهم

مرآتك التي لا تخجل من أن ترى نفسك فيها
لا تخجل و لا تكابر و تقبل تقويمها بمنتهى التسامح
أن يكون الصديق سند في الشدة الملجأ والملاذ في اللحظة الحرجة
هو الذي يعرفك جيدا إذا ظن بك الأخرين السوء يحسن الظن فيك
يلتمس الأعذار ويضع نفسه مكانك و يقول لعله لم يقصد.
الصديق ذاك الذي يرفع شأنك بين الناس و لا تخجل من مصاحبته .
الصديق هو الذي يشتاق لوجودك لأن لا أحد يملأ هذا الكيان إلا أنت
خلقنا الله شعوب وقبائل لنتعارف لا لنتفارق
هناك بشر لا يفقهون معنى الصداقة
يظنون أنها مجرد بضعة خروجات في مقهى
بعض نمنمات عن الآخرين ضحكات صاخبة يخدرون بها ألم الحياة
عندما تتخذ صديق تعامل معه بفطرتك الربانية
المودة –
الرحمة-
الصدق-
الوفاء
التفاني ف الإحساس .
الصديق كالنبتة التي تزرع  في الأرض
نبض يخبرنا كل مرة أن هناك روح تحمل مسئوليتها على عاتقك
نغرس ثمار الأمل فيه حينما يعتصره يوما الألم
نشحنه بالقوى من اجل أن يكتمل بناء الروح المتهالك 
اليوم وفى هذه اللحظة أنعي الصديق الذي أصبح وجوده نادراً في هذا الزمن
قد أواجه نفسي مرات أن اختياري أحيانا يكون غير موفق  
واقسوا  على النفس وأقول لها لم يكتب الله لبني ادم صفة الكمال
كنت أود إن أرى القديس
ولكني تراجعت فنحن بشراً خطاءون
كنت أود أن أرى الرحمة دائمة و ليست مزاجية
كنت أود أن ألمس ف الآخرين  المعجزة بأنهم ليسوا كباقي البشر
الذين أصابهم مرض الفبركة و الإزدواجية
ألتمس العذر للجميع  لأن  هذا الزمن أصبح لا يعترف بوجود  الخصال الحميدة
أمنح العذر لإن الدنيا حملت لنا بعض من أشباه البشر قلما تجد فيهم الخير 
سنتعب كثيرا و نتلظى بنار الوحدة في صخب مجتمع لا يعترف إلا بالمصالح لا بالإنسانية
ولتعلموا حروف الصداقة لم تكتب عبثا ففي كل حرف منها تحمل معنى للصداقة
ص: الصدق  - من الصعب وجوده في هذا الزمن
د : الدم الواحد - كثر الدم الملوث في أيامنا فلا تخالط إلا دماء طاهرة
ي: يد واحدة  - أيادي كثيرة ستجدها فقط تمتد للغدر إنما المحبة ادعوا الله أن نجدها خالصة لله
 ق: قلب واحد -هو من يخاف عليك في زحام قلوب تستبدل كل لحظة قلب
سنظل كما نحن نبحث عن الصديق  مهما تألمنا من بشر فقدوا و إفتقدوا معنى الصداقة
و أخيرا
 عندما نخطئ في اختيار صديق تهتز ثقتنا في الصداقة
 لا تدع صديق السوء ينتصر عليك و يفقدك الثقة ف الناس
حتى و إن أصبحت الصداقة في هذا الزمن نادرة