السبت، ديسمبر 18، 2010

قصة - حلاوة روح



أحياناً يتعلق الإنسان بشخص ما في مرحلة من مراحل العمر ،و يستمر هذا التعلق مع الزمن عندما يؤلمه ذنب الخديعة.
الحب الأول في حياة كل منا يحدد مراكز القوى والضعف في مراحل العمر ويترك علامات في شخصية الإنسان.
 كان أول طفل عرفته في حياتها منذ نعومة أظفارها كَبرت ، وكبر معاها حب طفولي و أصبح شاب تخيلت فيه الأخ و الأب المفقود في حياتها ، كان رمز للرجل في حياتها ، أحبته بعنف البراءة و طهر الإحساس الصادق  لم تكن بعد عيونها تفتحت على مفاهم الشباب و التغيرات الفسيولوجية لديهم ، كانت طفلة و ظلت هكذا في مشاعرها ، مرت الأيام و كَبرت الطفلة و تعلمت أن المحب إذا تخلله البراءة لا يفهمه الأخرين ، فكثير منا ليس لديه السيطرة على قوة المشاعر فيضاجع الروح كما يضاجع الجسد .
كأي حب لابد له أن يجتاز إختبارات الحياة لمعرفة مدى قوتة هو شاب علاقتة كثيرة و متشابكة بعلاقات غير بريئة , هي كانت فتاة مداركها قليلة و غير مدركة لواقع لم تعلم عنه الكثير، تفاجأت بعلاقاته لم تكن ساذجة بل كانت تعطية من الثقة الكثير أقسم لها أنهن علاقات عابرة مثلهن كالسيجار يأخذن وقت وينتهي ، ولكنها هي الأساس لا يستطيع التخلي عنها فهي الروح التي تسكن الجسد ، لأول مرة تشعر بتسرب الشك إلى النفس و لكنها إدعت إنها تصدق،  بعد فترة إكتشفت من أحدى أقاربه أن والديه عقدوا العزم على إختيار فتاة لعقد قرانها على إبنهم ، توجهت له سألته عن مدي مصداقية هذا الكلام أنكر ثم في النهاية قال: إنهم هم من إختاروها ولست أنا ، فأنا مازلت أحبك 
تأكدت من شكها إنه يتلاعب قررت أن تُحدد ميعاد ليقابل والدتها حتى تقتل هذا الشك الذي صار شوك بداخلها يعذبها ، كيف بعد مرور سنوات بينهم منذ الطفولة للبلوغ تكون مخدوعة في شخص و أي شخص؟ 
يدور في رأسها تساؤل هل لهذه الدرجة يستهون الأخرين بالمشاعر بالتفاهم بالإحتواء بالحب ؟
إذا كان كل هذا التلاعب مع مشاعر هكذا فكيف يكون التعامل مع الأخرين .
و ألحت على تحديد ميعاد لمقابلة والدتها و هاتفها و أبلغها بالميعاد ولكن الأم نظرت لإبنتها نظرة ثقة وقالت: لن يأتي .
تصدعت الثقة داخل الفتاة و هي تحاول أن تتمسك بأخر خيوطها و قالت: دعينا نري كم من سنوات في العمر خُدعت
ومر الوقت ولم يحضر أيقنت إنها أفنت إحساسها في أرض بور تأخذ ولا تطرح أعلنت العصيان على قلبها بعد أن حاول مراراً أن يقول لها من المبررات مايكفي ولكنها أنهت الحديث بنظرة خيبة أمل و صمت يملؤهه الندم و رحلت ، ترك بين ضلوعها حزن .
كانت تقاسمه كل الأشياء تعلمت الفرحة ومعانيها عندما رأته يفرح ، كانت أول مرة تلجأ إلى الله تدعوا من أجل شخص أخر غير والدتها ، كانت حين يختصما تسجد لله داعية أن يحن عليها و يهاتفها ، فهى لا تقوى على حزنه فهو أملها بعد الله وبعد والدتها في هذة الدنيا ، دمعت عيناها حينا تذكرت هذة التفاصيل فضحكت شفتاها على خديعتها ، مرت أيام حاول الإتصال بها ولكنها ترفض حاول لقائها ولكنها لم تدع عيونها تراه ، صرخ بأعلى صوت لتسمعه يقول : لن أدع شخص أخر يأخذك مني 
أكملت سيرها و كأنها لم تكن المقصوده ، تحدت الحنين ، تحدت الحزن القابع بين حنايا الصدر ، لن تترك بعد اليوم شخص يخدعها و يستغل مشاعرها ، و قبل أن تبدأ رحلة التحدي قررت أن تأخذ خطوة جديدة
يتبع جزء ثاني