الاثنين، مايو 03، 2010

الاخلاق والموضه والجيل الحائر




كان ذاهب الى بلدته و أستقل القطار المتجه من القاهرة الى أسوان وهم بالجلوس بالدرجة الأولى بالقطار و وجد أن وضعية الكرسي الذي سيجلس عليه إتجاهه عكسى ليواجها الكرسيين خلفهم فجلس و لم يقم بعدل الوضعية جاء رجل في العقد الخامس من العمر ملابسه تدل على انه ريفى جلس بالكرسي المجاور له ثم جاء شاب وزوجته وكان يبدو عليهم أنهم حديثي الزواج ليجلسوا بالكرسيين المواجهين لهم و كانت الزوجة ترتدي بنطلون برمودة قصير وبلوزه بحمالات تكشف عن ذراعيها وصدرها حتى نصف صدرها تقريبا فلم يلقي بالا" لهم وانشغل بقراءة الجريدة التي معه ثم فوجئ برجل ريفي كبير السن و تبدو عليه علامات الوقار والاحترام يرتكز بكوع ذراعه على عظمة فخذه واضعا ذقنه علي قبضة يده في مواجهة الزوجة التي تجلس بالكرسي المواجه له ونظرة عيناه مثبته نحو صدرها تكاد تخترقه لقرب المسافة وبصوره مفاجـئة تتضايقت الزوجة و غضب زوجها الذي قال فى إنفعال للرجل الريفى: احترم نفسك أنت راجل كبير عيب اللي بتعمله ده وياريت تقعد عدل و تلف الكرسي فما كان من الرجل الريفي أن قال : للزوج الغاضب أنا مش هقولك احترم نفسك أنت وعيب عليك تخلي مراتك تلبس عريان انت حر يا رب تخليها تمشي ملط ما دمت انت قابل لكن هقولك انت ملبسها كده عشان نشوفها ونتفرج عليها ادينا بنتفرج عليها زعلان ليه بقى بص يابني اللي تقبل انه يكون مكشوف من جسم مراتك من حقنا كلنا نشوفه واللي مستور من حقك انت لوحدك تشوفه وان كنت زعلان اني مقرب راسي شويه اعمل ايه نظري ضعيف وكنت عايز اشوف كويس وهنا لم ينطق الزوج وألجمت كلمات الرجل فمه واحمر وجه زوجته خاصة بعدما تعالت أصوات الركاب إعجابا بالدرس الذي أعطاه الرجل الريفي للزوج الشاب ولم يملك الزوج الا أن يقوم من مكانه ويأخذ زوجته ويغادرا عربة القطار هل علينا ان ننتظر ان يلقننا الاخرون درسا حتى نتعلم ان الشيء الطبيعي للالتزام بالأخلاق شي من الصعوبة، فالأشياء التافهه والرخيصة فقط هي التي لا نبذل مجهودًا للحصولِ عليها صدقوا أو لا تصدقوا: صار ما يلفت إنتباهى وسط هلوسة الأزياء الفاضحة هو مشهد فتاة محتشمة ترتدي الخمارعلى عكـسِ الرجـال، يفضح شكل المـرأة مضمـونها بكل وضوح، فأول ما يتبادر إلى ذهني حينما أرى فتاة غير محتشـمة، هو أن الاحتمال الأكبـر أنها: نرجسية، وبلا ضمير أو حياء، وضحلة الثقافة، أو ليست على الذكاء الكافي لتستـفيد من ثقافتها إن وجـدت، ومقـلدة للغرب، وتشاهد التلفاز بغزارة، وكل أنماط القدوة لديها تنحصر في المغنين والممثلين والراقصات، ولا هدف لديها في الحياة (سوى أحلامِ البنات الساذجة).. كل هذا أتوقعه من نظرة واحدة فقط! صدقوا أو لا تصدقوا: الفتية الآن أكثر حياء من الفتيات في مرحلة المراهقة، لدرجة أن كثيرًا من الفتيات صارت تعاكس الفتية في الشارعِ علنا، فيبتعدون عنهن في خجل .
يبدو أن الرجل مصاب بانفصامِ الشخصية، فهو يحترم امرأة فيتمنى أن يتزوجها، ويفتن بأخرى فيتمنى أن "يصيع" معها. لا توجد امرأة غير محتشمة غير محترمة، إلا ووراءها رجل ديوث بلا نخوة ولا غيرة ولا توجد فتاة تؤمن أن جسدها هو أهم أسلحتها لاجتذاب الرجال، إلا ووراءها رجل آخر، أثبتت معه فتاة أخرى نجاح هذه النظرية، فتزوجها مثلما أن وراء كل رجل عظيم امرأة فإن وراء كل امرأة تافهة رجل يُريّل هل تستطيعون أن تتخيلوا أن الرجل الذي لا يغار على أمه وأخته وزوجته وابنته، يمكن أن يغار على وطنه ودينِه؟؟!!يعتقد كثير من الآباء أن الأخلاق والقيم ستنتقل لأبنائهم وبناتهم بالوراثة، إلى أن يفاجئوا بعد فوات الأوان بانحرافهم عن الصورة التي "تخيلوها" لهم!! إننا لا نورث جنيه و لا دينارا ولا درهما إننا نورث أخطاءنا وفضائلنا إن وجدت هناك حق مهدر للمرأة انشغلت عن المطالبة به بالمطالبة بحقوق أخرى وهمية: حق أن يحسن والدها تربيتها،وأن يغار عليها الرجل المسئول عنها! الفارق الوحيد المتبقي بين الشاب الشرقي والغربي، هو أن الشاب الشرقي لا يقبل أن يتصرف أحد مع أخته، مثلما يتصرف هو مع باقي الفتيات الفارق الوحيد المتبقي بين الأب الشرقي والغربى، هو أن الأب الشرقي حينما يترك ابنته تتبع آخر خطوط شيطان الموضة، وتخرج مع الشباب، وتذهب للحفلات، إنما يفعل ذلك حتى تجد فرصه أسرع وأفضل للزواج، وكأنها مجرد عبءٍ على كاهله يجب التخلص منه وليس لأنه يؤمن بحرية المرأة أيها الأباء عليكم عبء كبير إزرعوا الاخلاق حتى نحصد جيل غير هذا الجيل