الثلاثاء، مايو 04، 2010

من فتاه مصريه إلى رئيس جمهوريه مصر العربية



 بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :(يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِٱلْقِسْطِ شُهَدَاء لله وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ. أَوِ ٱلْوٰلِدَيْنِ وَٱلاْقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فقَيراً فَٱلله أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ ٱلله كَانَ بِمَا بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)
صدق الله العظيم
تحيه طيبه ,
وبعد
الرئيس مبارك بمناسبةعيد ميلادكم الثاني بعد الثمانين أود أن أرسل لكم برقيه بلسان حال الشعب سيدي الرئيس : طيلة أعواما كثيرة نصلى ونشكر الله لحمايتنا من الحروب التي لم تطأ أرضنا ولكن سيدي هناك أكثر من لعنه الحروب دمار على نفوس أبناء شعبك إن الشعب المصري بحاله من قهر شديد والذي قد يؤدى إلى تدهور للحالة النفسية مما قد يصل إلى اكتئاب ينتهي إلى حال لا يحمد عقباه. يستغيث الشعب بأسم مصر التي مرت بمنعطفات و تحديات سياسية عديدة .. لعل أخطرها ما مررنا به في السنوات الخمسة عشر الأخيرة من تدهور وتردي في أحوال المصريين الذين ضاقت بهم السبل نحو واقع سياسي واقتصادي واجتماعي أفضل . والحق يا سيادة الرئيس . تعارض الشعب مع الشرطة فأصبح نقيضان غير متفاهمان ولم يعد مضمون الشرطة في خدمه الشعب كما كان مكتوب ولم يعد الشعب في خدمه الشرطة كما كان واقع بل كلا ٌ أصبح يعمل ضد الأخر أصيب المسئوليين فى حكومتنا بفيروسات عديدة منها الرشوة والفساد و أكلهم أموال الناس بالباطل وأصبح أبنائك لا يتغنون إلا بالمعارضة حتى يصل صوتهم إليك أن الحياة السياسية في مصر - إن جاز أن نطلق عليها - لعبة لم نعد نفهم قواعدها أو القوانين التي تحكمها , فالقاصي والداني يعرف أن لكل الألعاب حيز زمني معين تستغرقه أو تنتهي بتحقيق إنجاز محدد أو كلاهما معاً في بعض الألعاب , ولكن اللعبة السياسية في مصر تختلف , فهي غير مرتبطة بزمن أو بتحقيق برنامج ومشروعات سياسية محددة. فلقد امتدت فترة رئاستكم امتداد حياتنا - متعكم الله بالصحة - بلا أي جدول زمني محدد لتحقيق انجازات أو أهداف إستراتيجية قريبه المدى , و حتى البرنامج الانتخابي الذي أعلنتموه عام 2005 لم يتحقق منه الشيء الكثير بدليل حالة الغضب الشعبية التي اجتاحت قطاعات الشعب المختلفة ولم يبقى إلا أن نرى مجلس الوزراء يقوم بالاعتصام والإضراب هو الآخر , وهو أمر متوقع في ظل تضييق الخناق على الوزراء من خلال طلبات المواطنين و نوابهم بمجلس الشعب ومن جهة أخرى الضغوط و الأفكار الرهيبة التي يمليها و يمارسها الحزب لتمرير القوانين والقرارات التي تخدم مصالحهم الشخصية دون أدني مراعاة لمصلحة المصريين البسطاء . وأخيرا وصل الحد بإحدى نواب الحزب الوطني أن يصرح ويعلن بحق ضرب المتظاهرين بالرصاص - كأنهم حيوانات سعرت وليس نفوساً تعبت . هناك ابناءاً من هذا الوطن لازالوا لم يجدوا في المشافى مقر لعلاجهم من السرطان الذي توغل بأجسامهم بسبب المبيدات المسرطنه التي دخلت البلاد وارتفاع تكلفه العلاج. هناك أبناء تحرق وتموت من إهمال مصلحه السكك الحديدية هناك أبناء أصبحوا يعارضون ويتظاهرون أملا في تغير واقع أصبح مرير .أصبح هناك من يروج للعهر وليس للطهر في وسائل الإعلام المصري فى بلد الأزهر الشريف .وبمناسبة عيد ميلادك يا سيادة الرئيس نعيد عليك نصيحة العديد من المخلصين والشرفاء في مصر و بإلحاح أن تحرصوا على اكتساب ثقة الشعب والصلح بين الشعب والحكومة وإلا سنخشى على البلاد من الضياع وعدم الاستقرار , أتطلّع إلى اكتساب ثقة الشعب التي طالما حلم بوجودها وعوده الكرامة و إعادة والانتماء إلى الكثيرين ممن يرون أن مصرنا لا تنعم بالاستقرار الحقيقي في الفترة الزمنية الحالية و بالرغم مما مر عليها من نكسات و هزائم و عانت في بعض مراحل تاريخها من ضعف و وهن إلا أنها أبدا لم تموت .. بل خرجت من كل ذلك شامخة .. عظيمة و قوية , و تخطته بفضل أبنائها المخلصين على مر العصور و ما نعانيه في هذه المرحلة هو حالة سبات ونوم عميق - بعيدا عن نهضة وصحوة وطنية حقيقية هناك من أعطى الحق لمن ينهش في خير هذا البلد دون محاسبه أو رقابة أو مساءلة . و نحن على يقين بأن التغيير الذي يطالب به جميع أفراد الشعب في جميع محافظات جمهوريه مصر العربية هو تحول حقيقي واثبات للديمقراطية الحقيقية وإعطاء فرصه لاعتلاء الشباب المكافح و المستحق للمناصب القيادية في النظم السياسية ستهب رياحه على مصر في القريب وستأخذ الأجيال والفئات المحرومة والمهشمة حقها في صناعة مستقبلها بأيديها وتقرير مصيرها بنفسها بعيداً عن المنتفعين و المنافقين الذين أصبحنا نراهم كل يوم يدورون في فلك النظام الحالي .
اجعل يا سيادة الرئيس هذا العيد مختلفاًً في حياه المصريين و تاريخكم أغمض عينيك و أنت تطفئ الشموع متأملا حال مصر وحال أبناء هذا البلد و تخيل كيف سيتغير وجه الملايين من التعساء الذين يتطلعون لفرصة حياة أفضل و دعنا نطفئ معك الشموع ,الذكرى الثالثه والثمانون ونحن نغنى من قلوبنا ..
(سنة حلوة يا .. جميل)